بعض
الناس لما تسمع لألقابهم (عالم، وزير، برلماني....) تعتقد أنهم أنضج الناس،
وأكثرهم خبرة، وأقدرهم على إنتاج مواقف متوازنة، لكن للأسف ما أن يوضعوا في محط
الاختبار حتى تجدهم في موقف طفولي خاصع لردود فعل
سلبية، فيتسرعون بإطلاق أحكام القيمة، ويقولون أشياء لا ينطق بها أي شخص سويّ فما
بالك بعالم أو وزير...
لا
أدري ما الذي دفع رجلا من طينة الريسوني الذي يوصف بأنه عالم مقاصدي، ويلبس رداء
العلماء، إلى أن يصف مجموعة من أبناء المغرب بتلك الأوصاف السلبية، ويطلق صرخته
التي تعمم الاتهام والحكم والادانة. لا أعتقد نهائيا بأن الريسوني يعرف عمّن
يتكلم، ولم يتواصل حتى مع عشر هؤلاء الذين نعثهم بتلك النعوث. لا يعرف هويتهم، ولا
مستوياتهم التعليمية، ولا حتى مطالبهم، والاشكاليات القانوينة المتربطة بها. لا
يعرف كيف وصولوا إلى مركز التكوين ولا الأشواط التي مروا منها قبل حصولهم على لقب
"أستاذ متدرب".
ما
الذي منع الريسوني أن يتواصل مع هؤلاء ويعرف مطالبهم، وينصحهم إذا كانوا مخطئين،
ويساندهم إذا كانوا مظلومين، ويتوسط بينهم وبين الحكومة ـ ولديه فيها من يقبل
وساطته ـ حتى يساعد في تقريب المواقف. لماذا سكت هذا "العالم" أكثر من
نصف عام ثم خرج في هذا الوقت تحديدا الذي لاحت فيه بوادر الحل؟ ما الهدف من هذا
الخروج؟ هل هذا الموقف يساهم في السلم أم يؤجج الأواضع؟ أين المقاصدية في خرجته؟
هل هذه أخلاق العلماء؟
الاعتذار مطلوب، والتراجع
عن الخطأ قد يحفظ القليل من ماء الوجه.
عبد الرحيم العلام
0 التعليقات :
إرسال تعليق