«الأساتذة المتدربون» يرفضون وَعِيدَ الحكومة ويهددون بالتصعيد

على الرغم من انقضاء لقاءين لا غير من مسار الحوار بين الحكومة، في شخص والي جهة الرباط- سلا-القنيطرة عبد الوافي لفتيت، والتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، مدعومين بممثلين عن النقابات الخمس الأكثر تمثيلية وعن المبادرة المجتمعية، فقد أعلنت الحكومة، بطريقة غير مباشرة، وقف الحوار ورفض مقترحات الأطراف الأخرى، عبر إعطاء مهلة لا تتجاوز أسبوعا قبل إعلان ضياع تكوين الفوج الحالي.

عضو التنسقية الوطنية للأساتذة المتدربين، محمد قنجاع، اعتبر أن الخرجة الحكومية غريبة، خاصة وأن الطرفين في مرحلة حوار، لافتا إلى كون اللغة المستعملة "لغة سلبية وتهديدية، في محاولة خطيرة تزيد من تأزيم الوضع، فضلا عن كونها استهتارا لا ينم عن رغبة حقيقية لمعالجة المشكل"، وفق تعبيره.

قنجاع، عضو لجنة الحوار مع الوالي، قال إن الخرجات الإعلامية للحكومة "غير مدروسة، وتوجه إشارات سلبية للجميع بكونها لا تريد إيجاد حل للمشكل"، موضحا أن التنسيقية وإن سطرت برنامجا نضاليا جديدا، فإنها لا زالت تطالب بالحق في مناقشة المرسومين وإبداء الرأي واستمرارية الحوار.

من جهته أفاد محمد الشوهة، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، بأن تصريحات الحكومة تعد تهديدا واهيا بعيدا عن سياسة تدبير الأزمات، وإخلالا بالعهد والوفاء في بدايات الحوار، موضحا أن "السنة البيضاء لا تخيفنا، ولكنها مشكل كبير سيصيب الوطن، وسيكون الموسم الدراسي المقبل أسوء بكثير من سابقيه في ظل أرقام كارثية للاكتظاظ".

صلاح الوديع، أحد الموقعين على المبادرة المجتمعية لحل قضية الطلبة الأساتذة، والحاضر ضمن اللقاءين اللذين جمعا الوالي بالتنسيقية، اعتبر أن موقف الحكومة المعبّر عنه عقب المجلس الحكومي لا يدخل في إطار حسن التدبير، واصفا إياه بـ"المفاجئ والمؤسف"، علما أن التنسيقية الوطنية أبدت رغبتها في التفاوض، ودعا الحكومة إلى العودة إلى طاولة الحوار.

من جانبه قال يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم، وأحد المحاورين، إن إقدام الحكومة على إعلان قرارها عبر وسائل الإعلام ينتقص من قيمة الحوار ومن قيمة المحاورين، مشيرا إلى أنه كان من باب أولى الرد إيجابا أو سلبا على طاولة الحوار احتراما لكل الأطراف، عوض خرجة إعلامية عبر بيان صحافي.

في المقابل، سطرت التنسيقية برنامجا نضاليا جديدا، ينطلق من اليوم الجمعة 29 يناير ويستمر إلى يوم الأحد 14 يناير، يتضمن ندوة صحافية بالعاصمة الرباط، فضلا عن وقفات ومسيرات، مع تكوين لجان لتعبئة طلبة الكليات والمدارس العليا للأساتذة، واعتصامات أمام جميع المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.

المصدر: http://3lach.ma/societe/2100.html